Sunday, November 16, 2014

بين النور والظلام

يبدأ يومه باستيقاظه من نومه. الشباك يبدوا مفتوح قليلا وبالتالي الغرفة نصف مضاءة او ليست مضاءة هو ليس متأكدا. كان وحيدا لبعض الوقت ثم دخل ناس غرباء غرفته وعما قليل لن يصبحوا كذلك او بالأحرى بعضهم. هو يراهم لذلك بالتأكيد هناك نور في الغرفة. فقوانين الفيزياء تنص على أن من الشروط الرؤية أن يكون هناك نور يسقط على الجسم ثم ينعكس على العين مما يعني أن الصورة التي يراها تثبت وجوبا وجود نور وأجسام وعين. ولكن الصور تختفي ويعودوا غرباء من جديد فلا يدري أيختفي النور أم الغرباء أم عينه! يتردد ويحتار ويصبح وحيدا...
ينسى النور والظلام ويرتب غرفته , هنا الأوراق القديمة الثقيلة على هذا الرف العالي العميق الذي لن يصل إليه أحد أبدا. هنا أوراق حديثة وخفيفة ومنسقة بدقة لتعجب الرائي. هنا كرسي واحد أما الكراسي الأخرى ففي ركن آخر. هنا مجموعة كتب كبيرة تروي حكايات عديدة. هناك ثوب أمه القديم يحيط بغرفته بالكامل حتى يغطي حائطها بالكامل وسقفها , هناك بقايا الحلوى التي أقتسمها مع أخوته وهذا قلم أبيه موضوع على مكتبه يخط به أوراقه وهناك ملامح بعض الغرباء الذين لم يعودوا غرباء , لم يعودوا غرباء حتى الآن...

يمر بعض الوقت من يومه بعض أن أستراح من مشكلة النور والظلام بترتيبه غرفته ليتفاجأ بأن مشكلته عادت من جديد , عادت أشد من البداية , فكل شيء يبدوا كما هو ولكنه لا يرى أي شيء , هذا ثوب أمه معلقا , هو يعرف ذلك , هو يراه ولا يراه, أوراقه منظمة بدقة كما أرادها ولكن بعض الأوراق القديمة قد هبطت من رفها العالي وتبعثرت ولم يعد يراها حتى. أهذا الظلام إذا؟ أهذا غياب النور؟ يصرخ في الغرباء من حوله ,يصرخ في الغرباء الذين لم يعودوا غرباء , أهذا النور أم الظلام؟ لكن لا أحد يجيبه , أهذا النور أم ظلام؟ يسأل مرة ثانية , يسمع إجابة : لم نفهم سؤالك , كرره , يكرر سؤاله ولكن هذه المرة سؤاله لا يخرج من صدره , يكرر ويكرر وعندما خرج يتفاجأ بأنه أصبح وحيدا والجميع على باب غرفته يشاهد , يخاف ويجلس , يخاف أن ينتهي يومه كما بدأ , ينتهي بسؤال دون إجابه , أهو نور أم ظلام؟؟؟ 

No comments: