Monday, November 17, 2014

لم يحرك جيشه ولكنه أنهزم (1)

(1) 
قائد المعركة يجلس وسط أرضه المحروقة, أرضه التي لم يمتلكها من الأساس ولكنها احترفت على أي حال. لقد مات الأطفال, قبل أن يولدوا , مات الأطفال حتى قبل أن تتزوج أمهاتهم. خسر المعركة قبل أن يكون جيشه, قبل أن يبني السفن , قبل أن يجهز الخيل , قبل أن يسن السيوف , قبل أن يطرق حديدها , لم يمتلك الرجال حتى ولكنه أنهزم. تعلم فنون القتال جيدا وتعلم كيف أن يصبح قائد لجنوده في المعركة ولكنه نسي شيء هام , نسي أن يعد الجنود وأن يجهز عتادهم. أكانت هزيمته مفاجأة؟ ولكن كيف لقائد جيش أن يتفاجأ بمعركة وهو يعيش من أجل المعارك؟ كيف لقائد جيش أن ينسى أن يجمع جنوده؟ أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة والكل الإجابات التي تأتيه تزيد من آلامه. لم يعد يهتم الآن بم نسيه أو كيف جاءته الهزيمة بغتة. لم يعد يهتم كيف أن أرضه احترفت قبل حتى أن يمتلكها. كل ما يهم الأن هو ما هو موجود الأن , هزيمة ولا شيء آخر. لم يظن يوما بأن المعركة ستكون سهلة ولا أن العدو سيكون ضعيف؟ ولكن مهلا ... لقد نسي شيء آخر , نسي أن يدري من هو عدوه ومن أين يأتي وماذا يريد... مزيد من الأسئلة ومزيد من الإجابات والآلام ومازالت الحقيقة الوحيدة القائمة هي الهزيمة واللاشيء. يتحرك في الأرض المحروقة ولكنها فجأة تتركه , حتى الأرض تخلت عنه, ينظر إلى السماء باحثا عن نجم أو قمر أو شمس حتى يبحث عن شيء نجا من المعركة أو بالأحرى الهزيمة. لا يجد شيء , لقد سقط كل شيء مع سقوطه , حتى سيفه الذي قضا سنين عمره يسنه ويشحذه أنكسر مع بداية المعركة. خيله تركه وهرب عندما جاء العدو, ولكن تأتيه ذاكرة قبيحة الأن ... لقد فك وثاق الخيل وتركه يرحل , لقد ترك السيف يصدأ ثم كسره بيده على ركبته, لقد أشعل النار في أرض من تحته ,ولعن السماء من فوقه وجرى وجرى وجرى حتى سقط .. 

No comments: