بدت السماء في تلك الليلة غريبة ، فالقمر مكتمل الجمال
ولكن السور الذي يحيط به بدا وكأنه يحيط بالسماء أيضا. صار يكره الطوب والحديد بعد
عن عرف قدرتهم عن عزل كل شيء عن الحياة. كان السؤال الذي يلاحقه في تلك الليلة هو
"إلى متى؟" في البداية كان الأمر يبدو كجرح قاتل يجب مداوته سريعا قبل
أن يقتله، فإثارة الموقف انسته كل شيء. ولكن الآن صار الجرح مستقرا ، صار الألم جزء
من الحياة أو بالأحرى أساسها، صار الجرح مجرد علامة تذكره بحادث مضى. السيء في
الأمر هو الملل من ذلك السور الذي يحيط بقلبه قبل أن يحيط بجسده، ذلك الشعور بأن
قلبه صار كأناء أمتلئ بشيء لم يكن معد
لحمله .. والأسوأ في الأمر هو أن القمر برغم اكتماله يبدو بعيد جدا، أبعد مما
يحتمل. فإلى متى .. إلى متى يا قمر؟
No comments:
Post a Comment