Wednesday, March 22, 2017

قالت - رسائل مقتبسة

اقتباسات من كتاب "قالت" للشاعر فاروق جويدة. 
من الجميل أن نجد الكلمات التي هربت منا موجودة على أوراق أخرى فنجمعها ونبعث بها في رسالة. 

- كنت أريد أن أبقيها في نفسي .. كنت أريد أن أجعلها شيئا في داخلي .. كنت أريد أن تظل صورتها بكل ملامح الجمال والدفء والعطاء فيها.

- الحب الحقيقي لا يموت .. يتوارى في داخلنا .. يشعر بتجاهلنا له .. ولكنه فجأة يصيح في داخلنا .. 

-  دائما أنت بقلبي .. 
رغم أن الأرض ماتت ..
رغم أن الحلم مات ..
ربما ألقاك يوماً ..
في دموع الكلمات ..

- لقد أعطانا هذا العام شيئا من الدفء رغم أن صقيع أيامنا كان طويلا .. سوف نذكر لهذا العام أنه أعطانا أشياء كثرة جاءت على غير انتظار .. وأجمل الأفراح هي تلك التي تجئ على غير انتظار .. وأسوأ الأحزان هي أيضا تلك التي تجئ على غير موعد .. 

- لم يبق غير ذلك الوجه الصبوح المشرق الذي أحببته فيك .. لم يبق غير كلماتك بعذوبتها وتهورها .. صدقيني اشتقت كثيرا لجنونك وتهورك. ولقد استكنت بعدك .. إن ورافد الأنهار تتعلم الثورة من تدفق النهر الكبير.. ومنذ رحلت هدأت في داخلي واستكان بعدك.. كانت ثورتي بعض ثورتك .. وكان جنوني من جنونك .. كيف أعيدك يا جنوني .. يا ثورتي .. لا أدري كيف أفعل ذلك ..

- وذا كان ولابد من أن تغير قلبك .. فعليك أن تختار قلب طفل صغير لم تدنسه بعد أقدام هذا الزمان العابث الردئ..
إذا كنت تريد أن تستبدل قلبك فحاول أن تختار قلباً لم يحمل هموم هذا العالم أحزاناً واحباطا ويأسا ..
إذا كنت تريد أن تغير قلبك حاول أن تختار قلبا لم يتعلم الكراهية بعد .. حتى يمكن أن تحب ..

- أحاول أن أبعد طيفك عن طريقي ولا أتذكرك .. ولا يعني ذلك أنني أصبحت أكرهك الآن. مازلت أحب كل شيء فيك أيامك .. أخطاءك .. ثورتك .. حماقتك .. وجنونك. ولكنني لا أريد أن أتذكرك حتى لا ذكر أيام الأحلام الكبيرة التي مازلت أتحسر عليها.
إنني أعيش الآن زمن الأحلام المزيفة والعملات الرديئة .. لقد ماتت كل الأحلام الصادقة والجميلة..
أصبحت الآن فقيرا  .. أفلست خزائني. وأصبح الدائنون يطارودنني في كل مكان .. لأنني لا أستطيع سداد أحلام اقترضتها من الناس وعجزت عن سدادها.

- اعذريني  .. كنت فيما مضى أنظر في عينيك وأنسى أشياء كثيرة: الهموم العابرة .. ومتاعب الحياة .. وزماننا الضائع ..
كان بريق عينيك قاربا صغيرا يحملني إلى بر الأمان فألتقط بعض أنفاسي وأعود أسبح من جديد .. وأستكمل الرحلة
كنت أشعر في عينيك أن هناك مساحة صغيرة جدا في هذا العالم يمكن أن تحتويني وأشعر فيها بالأمان ..
كثيرا ما كنت أدخل عينيك وأغلق خلفي جميع الأبواب وأشعر أن جيوش الأرض ومباحث الكون لن تصل إلي .. مادمت في عينيك ..
ولكنني قررت من الآن ألا أهرب إلى عينيك مرة أخرى، لم يعد من العمر يسمح بالهروب. سوف أظل واقفا في مكاني أمام التيار أواجه قدري بدون عينيك ولن أهرب إلى الشاطئ مرة أخرى.

- فجأة ألتقط بقاياها من فوق أرصفة الحياة .. أهرب بها من صقيع الطرقات وأنزوي في ركن صغير من أركان بيتي بعيدا عن الناس.  أجلس أمام مدفأتي الصغيرة أحاول أن أجمع أشلائي المتناثرة لأصنع منها ذلك الإنسان القديم الذي أحببته في داخلي.


- الانسان لابد أن يتعود على الوحدة حتى لا ينسى حقيقته الأولى التي ولد بها ولابد أن يرحل معها.. فنحن نولد وحدنا ونموت أيضا وحدنا. وبين الولادة والموت لا ينبغي للإنسان أن ينسى حقيقة أنه وحيد.

- إنه مثل حركة القطارات، المهم أن يلتقي المسافران في وقت واحد .. وعلى محطة واحدة .. فقد يهبط أحدهما في لحظة يغادر فيها الآخر .. وقد يلتقيان على غير موعد .. وقد لا يلتقيان أبدا ..
وهذا هو الحب. مصادفة تأتي بدون ترتيب وعلى غير موعد ؟؟
ثم ترحل أيضا بدون إنذار .. وعلى غير موعد ..

- جمعنا لقاء عابر بعد سنوات فراق طالت ..
كنت أريد أن أقول لها أن الأيام بعدك تشابهت وأصبحت أغنية مكررة مملة وثقيلة .. وأن الوجوه تشابهت وفقدت ملامحها ونبضها وبساطتها ..
- كنت أريد أن أقول لها أنني فتشت عنك في كل امرأة عابرة .. فتشت عن عيونك .. وأيامك .. وعطرك وثرثرتك وأحلامك التي لا تتحقق وأمانيك التي شردتنا في أرض الله ..
كنت أطارد وجهك في كل الوجوه وأشم عطرك وتفصلني عنك آلاف الأميال.

- كنت أريد أن أقول لك أنني أحبك بأعلى صوتي .. فما زلت سابحة في دمي .. ومازلت واقفة في آخر كل طريق أسكله .. كأنك ظلي .. أو قدري .. أو سنوات عمري ..

- وأجمل الأشياء أن تترك البيت بكل الاشياء الجميلة قبل أن نرحل عنها .. إن ذلك يذكرني بدمار الحروب .. التي تقتل كل شيء في الإنسان ..

- وجدت نفسي في عينيك. لأول مرة يفارقني إحساسي القديم بالخوف. والخوف إحساس متوارث ورثناه عن آبائنا وأجدادنا..

- إننا نقابل في حياتنا عشرات الوجوه .. ولا يبقى في أعماقنا إلا وجه واحد نذكره، نحفظ في أجندة تليفوناتنا عشرات الأرقام .. ولكن الذي يظل في ذاكرتنا رقم واحد، وحتى حينما نحزن نتمنى لو أن شخصا واحدا يشاركنا هذا الحزن .. ونحلم عشرات الاحلام وقد نحققها جميعا ونعيش العمر تعساء من أجل حلم واحد لم نحققه ..

- ثقيلة أيامي من غيرك .. بطيئة النبض .. كئيبة الملامح .. أعيدي لأيامي نبضها المسافر 

- وتحقق حلمك .. تصل إلى ما تمنيت .. ويصبح الأمل حقيقة .. ولكنك في لحظة سعادتك بحلمك تشعر بلحظة شقاء عنيفة لأنك حققت حلمك وحيدا ..
لأنك حينما وصلت إلى نهاية المطاف تلفت حولك في لحظة تعب وإرهاق فلم تجد الإنسان الذي حلمت أن تكون معه في هذه اللحظة .. لحظة الوصول إلى الحلم.
شيء مرهق أن نحلم .. وأكثر إرهاقا من الحلم ان نصل إليه وحدنا. 

- إننا في أحزننا ندرك كم هي جميلة وعظيمة لحظة السعادة .. 

- نتصور أحيانا أن ماضينا هو أجمل أيام عمرنا .. وهو التذكارات التي جمعناها لكي نعيش عليها .. ثم ندرك بعد ذلك أن الغد جاء على غير ما توقعنا .. لقد جاء أكثر جمالا من كل رصيد ذكرياتنا. 

- حزينة أنت .. أعرف كم أنت حزينة وأنا مثلك أكثر حزنا .. لكن الأيام علمتني أن أجمل ما فيها أمل نغرسه وفرحة ننتظرها ولقاء نسافر من أجله آلاف الأميال ..  

- مازلت اؤمن رغم المسافات التي تركتنا بقايا أن الزمن سوف يلملم كل هذه الجراح . وسوف تعود كل الأشياء الجميلة تجمعنا مرة أخرى .. أعلم كم أنت حزينة .. وكم أنا مثلك حزين ..
لكن دعينا نبتسم لأن ابتسامتنا ميلاد جديد ..

-  أجلس الآن أمامك وأنا أتخيل غدا من غيرك أشعر أنه شيء مظلم كئيب .. أتخيل عيني بدون بريق عينيك .. أتخيل شعري بلا صوتك .. أتخيل أيامي بعيدا عنك .. كل هذا يدور في رأسي كأنك بعدت عني .. أشعر أن العالم ينتهي .. وأن الكرة الأرضية قد تغيرت مكوناتها وملامحها .. هناك بركان يتفجر داخلي الآن


No comments: