وضع
الوردة الصغيرة في صندوق خشبي كبير واحكم اغلاقه وتركه يسبح في المحيط
الواسع. تلك الوردة التي أنتزعها من وسط قضبان السور الحديدي. أستغرب كيف أنه
لم يشعر بأي ألم كعادته عند قطف الورود بل شعر بسعادة. سعادة انتزاع الجمال من
الوسط القبح أو تحرير الحياة من قبضة الموت. لكنه لم يستطيع أن يحتفظ بتلك الوردة
، شعر بأن عليها أن تقوم برحلة لم يستطيع أن يقوم هو بها، أن ترحل من خلف السور
ومن خلف كل سور لعلها تغادر الأرض والغلاف
الجوي وتتجه مباشرة نحو القمر حيث تعيش الاحلام في سلام بعيدا عن قبح الأرض.
وضع
الوردة بهدوء في الصندوق وتركها تسبح في البحر الذي طالما سبح مع أمواجه ونجومه.
وضع يد على خده واليد الأخرى على قلبه يتحسس بها حالته وهو يراقب الصندوق
يحمل دليله على أن مازال هناك جمال، مازال هناك حلم وأمل.
ابتعد الصندوق في الماء مع الموج وبدا السور الحديدي
وكأنه يعلو ويعلو. دقائق قليلة وبدا له وكأن السور به شرخ ، شرخ يبدوا في حجم
الوردة الصغيرة ولكن وكأن الكون يمتد من خلفه...
No comments:
Post a Comment