-اتدرين يا ليلى... في البداية كنت أظن أني آتي هنا كل ليلة في مهمة رسمية، ولكن بدأت أشعر بأن هذا الحكي يجعلني أشعر أني مازالت حيا
-ماذا تعني؟ لا تحاول أن تكون غامضا من فضلك
-لا يهم ، لا يهم ، قصة اليوم بها فتاة مثلك
-مثلي كيف؟
-مثلك.. فتاة ، شابة ، ذكية ، وجميلة
-ماهذا الاطراء، هل هناك عصفور جائع أم ماذا؟
-"كانت أنتهت لتوها من دراستها الجامعية، كانت تخصصت في دراسة التاريخ وقررت أنها يجب أن ترى جزء مما درسته وتزور وتكتشف العالم، كانت تريد أن ترى كل شيء وتكتشف أشياء جديدة غامضة. ولكن الحياة كانت قاسية جدا معها، أهلها رفضوا الفكرة وكل أصدقائها أبتعدوا هنا لأنها بدأت لهم وكانها مجنونة. شعرت وكأنها على وشك الاستسلام فكل شيء وكل شخص ضدها وكأنها تحاول أن تعوم عكس تيار البحر. ِولكنها تخيلت نفسها ترضى بما يراه الآخرين تخيلت الأعوام تمر ما بين جملة "هانت" و"كلها سنتين" إلى أن تموت احلامها جميعا ويموت كل شيء بداخلها وتصبح نسخة مشهوة لمجتمع مشهوه. كانت تدري بأن العالم أصبح مكان صعب الحياة عليه بالرغم من أننا نزعم بأننا الكوكب الوحيد الذي به حياة ولكننا كل يوم نجاهد من أجل أن ترى تلك الحياة. ولذلك قررت بأنها لن تستسلم اليوم ولا أي يوم ، ستقوم برحلتها في العالم لكي تكتشف وتنشر الحياة مهما حدث. كانت رحلتها غالية التكاليف وكانت كل شيء يقف أمامها لذلك قررت بأنها كل يوم ستقرأ وتكتب وترسم أن مكان جديد في هذا العالم وتعلق الورقة في غرفتها وتظل تعمل ليل ونهار حتى تستطيع أن تسافر. كانت الغرفة تمتلأ كل يوم بصورة أو قصاصة ورق أو مقالة أو كتابة كل يوم تشعر بأن حلمها يحاصرها فتعمل وتجتهد أكثر حتى تقترب من رحلتها. ظلت طوال خمسة كاملين تعمل كمدرسة أحيانا ومرشدة سياحية أحيانا أخرى ، كانت تنتقل كنسيم عابر يعرف وجهته جيدا ، تنقلت من وظيفة لأخرى وعياناها مثبتة على شيء واحد .. رحلتها. كانت أتمت عاماها الثلاثين عندما شعرت بأنها جاهزة تماما لرحلتها ، اتهمها الجميع بالجنون فهي ولأسباب مختلفة هذه المرة وتأكدت من أنه في كل مرة ستجد الكثير يتهمونها بالجنون لسبب أو لآخر. بدأت رحلتها ومنذ أول يوم عاد قلبها وروحها إلى عمر طفل لم يتم عامه الخامس ، كانت تشعر بساعدة غامرة وتنتظر المجهول ولكنها تعرف أن مهما حدث ستقاتل لأنها أستحقت هذه الرحلة ، فهذه الرحلة هي رحلة حياتها ، وعليها أن تكملها لآخرها... نظرت بجانبها فكان هو جالسا يبدو عليه القلق ..."
-ولكن هذه قصة أخرى
-ماهذا يا عصفور؟ منذ متى وهناك نهايات درامية كهذه النهاية
-علي التغيير وإلا سأكون طعام للأميرة
-أي أميرة ؟!
أبتسم العصفور وقال:
-وداعا أميرة ليلى
-وداعا يا العصفور مجهول الأسم
وقالت لنفسها: -- وداعا يا صديقي العزيز
No comments:
Post a Comment