Wednesday, March 16, 2016

ليلة

دائما ما يشتاق ليلة كان القمر فيها واضحا لا يغطيه أي سحاب ويبدوا أقرب ما يمكن والنجوم تبدوا لامعة وكأنها عيني أم ترى أبنها الذي عاد بعد سنوات السفر الطويل لامعان يصل للقلب قبل أن تراه العين. تلك الليلة التي كانت أسرار الحياة تطير في السماء وتهبط الأرض التي خلت من البشر. ليلة هادئة لا يكون ما يجعل القلب أو العقل او الصدر يضطرب فكل شيء هادئ. كان الوقت يبدوا مختلفا فلم يصبح عدوه بعد بل كانوا أصدقاء يتعاهدوا ويلتقوا على عدهم. كانت الشمس لا تحرق ولا القمر لا يذكره بالغياب والحروف تبدوا مضيئة والاحلام سعيدة. كانت ليلة ما بعدها ليلة ، ليلة يبدأ الزمان فيها وينتهي. ليلة تعرف فيها على الطيران وليس فقط الطيران فوق السحب بل الطيران خلال الزمان. ليلة كان يبدوا فيها كل شيء ممكن. الحزن والشر والضيق أشياء ليس لها أي معنى في ليلة كهذه.
أحيانا يحاول أن يعود لتلك الليلة .. يتساءل لو أنها كانت موجودة من الأساس أو لو أنها ستأتي من جديد ، فالقلب أصبح مثقل والقمر تغير ولمعان النجوم هدأ. ولكن شيء ما يشده نحو تلك الليلة وكأن هناك نجم أبى أن يتركه في العتمة ويرحل ، نجم خفي أخفى نوره عن الجميع وعاد لصديقه يشده نحو ليلته التي يبحث عنها. شيء ما في قلبه يلمع على استحياء بأن الحلم مازال باقي. شيء ما في القاع البئر يناديه بألا يخاف النزول وأن مهما بعد الطريق سيجد الماء في النهاية ، سيجد النجوم مازالت تلمع والقمر كما هو كأجمل وجه رآه ولكن هذه المرة عليه أن يقطع الطريق حتى نهايته. فيتذكر كيف قال أنه سيقطع هذا الطريق إلى آخره ، إلى آخر القلب أقطع هذا الطريق الطويل
دارت بنا الريح دارتْ ، فماذا تقول؟


أقول: سأقطع هذا الطريق الطويل إلى آخري.. وإلى آخره.

No comments: