Wednesday, October 28, 2015

فرار سجين



كان يحسبها بالدقائق كام من الوقت متبقى حتى خروجه من هذا السجن التعيس. كان يراقب الشمس وهي تشرق وهي تغرب ويراقب السماء أحيانا والطيور وكل حركة يمكنه رصدها يتأملها جيدا لأن في يوم سيصبح ذلك مجرد ذاكرة. كان لديه من الوقت ليرسم بخياله كل ما يريد بداية بتخيله عما سيفعله خارج السجن. ويمتد خياله إلى تكوين أصدقاء من الطيور والكواكب المحيطة التي تظهر في السماء. كان ينظر لها كل ليلة من ذلك الشباك الصغير في حجرته في السجن ينظر لها ويحكي وبالأحرى يوعد تلك الكواكب عما سيفعل وأنه حقا يستحق الحرية وقد يطول الحديث وينسى أنه في سجن وانه يتحدث إلى كوكب مضيء ويتحول الحديث إلى حوار بين صديقين عرفا أسرار وأحزان وأفراح كل منهما. بدأ يقترب الموعد أكثر فشعر أن عليه أن يستعد أكثر للحياة خارج هذا السجن. فكان يسهر كل يوم يقرأ ويتعلم ويتحدث مع السجناء الأخرين من زوي الخبرة ويشارك الجميع في أي نشاط داخل السجن بحثا عن أي خبرة تعينه في حريته المنتظرة. وفي نهاية كل يوم يحكي لأصدقائه في السماء ويخبرهم كيف كانت استعداداته وأن موعد الحرية أقترب وسيرى الجميع كيف أن سجنه هذا كان ظلم بين وأنه يستحق الحرية. طال استعداده وشعر أنه الآن جاهز ليوفي بوعده للكواكب أصدقاءه .. حان الوقت، ينظر من حوله فرأى الحراس مشغولون لدقائق، تحرك بسرعة، قفز فوق السور تمسك جيدا ورفع نفسه، قفز من فوق السور، ركض وركض وركض لليالي وليالي وهو يركض لا ينظر خلفه ولا فوقه حتى، فقط عيناه مثبتتان على الطريق أمامه عليه أن يهرب، عليه أن يعرف الحرية... أثناء ركضه لمح من بعيد أن السور يمتد ليخنق الأرض.. وتأكد أنه لم ير مثل هذا السور من قبل! 

No comments: