Wednesday, January 9, 2013

دائما في القلب



الصورة من فلسطين التي "دائما في القلب " 

هكذا يحي الشعب العربي ذكرى أي نكبة أو أي مصيبة تقع بأن يضعها في قلبه.  خمسة و ستون عاما و فلسطين في القلب. و أنا أتساءل أليس هناك حق لهذا الذي يسكن القلوب ؟؟ انظر إلى حال اللاجئين طول الأعوام السابقة, تكفي كلمة لاجئ فهي تضع علامة على شخص تفيد بأنه دون وطن و أن هذا اللاجئ الفلسطيني مهما كان يعيش في قلبك هو خطر عليك. فلسطين دائما في القلب , لكن ذلك لم يمنع الكيان الصهيوني من سرقة الأرض و الدم كل يوم , فلسطين في القلب بعد صلاة الجمعة أمام المساجد , في هتافات المصليين , و ينام المصلون ليلا و قلبهم مطمئن بالرغم من فلسطين التي تسكن قلبوهم تسبح في الدماء و الألم. يتغني العرب دائما بحق العودة , هل يستطيع كل عربي ان يرم خريطة فلسطين التي يريد العودة إليها , هل يعرف فلسطين التي تسكن قلبه ؟ هل توقف لحظة و قام بأي شيء غير الهتاف ؟
و بالطبع قلب العربي يتسع للكثير , " فداك أبي و أمي يا رسول الله " . دائما أتساءل كيف نقوم بذلك ؟ و ما هي نتيجة هذه التضحية ؟ بعد ظهور الرسوم و الفيديوهات و التي كان هدف منها الإساءة للإسلام و المسلمين و ليس للرسول عليه الصلاة والسلام. فثقافة القلوب التي نعيش بها كافية لان تحول هذه الأعمال التافهة إلى أعمال تجعلنا نسيء إلى الدين الذي ننتمي إليه. لم أرى في أي من هذه الأعمال أي شيء يستحق أن نغضب غير حالنا. حتى عندما فكرنا في الدفاع عن هذه "الهجمة" كانت بالشعارات و الهاتفات و نخرج بعد صلاة الجمعة و نهتف و ننام ليلا. و نكتب في كل مكان ان الرسول عليه الصلاة و السلام في قلوبنا.  المحزن في الأمر هو أننا لا نعلم حقا سيرة الرسول , أنا لا أتكلم فقط عن الأحداث و إنما أتكلم هل نعرف كيف حقا كف كانت دعوة الرسول عليه الصلاة و السلام, هل اكتفي بأن يجعل الإسلام في قلبه و مضى يهتف في الشوارع , أم ان الإيمان ملأ قلبه حقا فكان ذلك الإيمان ظاهر في كل أفعاله عليه الصلاة و السلام. هكذا نتصرف عندما يكون هناك ما يملأ قلوبنا حقا نعيش من أجله , ليس فقط بالشعارات و الهتافات. عندما نؤمن بشيء بالكامل نستعد أن نضحي بأي شيء من أجعله فعلا و ليس فقط بالشعارات. هكذا قام الإسلام بالإيمان في القلب و العمل يساوي هذا الإيمان تماما.

و جاءت سوريا و بالطبع كما يحدث دائما كان هناك جزء في قلوب الملايين العرب لسوريا و أهل سوريا. ليفعل بشار و ما يريد و ستبقى سوريا في القلب. ليموت كل اليوم العشرات من النساء و الأطفال و الرجال و ستبقى سوريا في القلب. ليعيش السوريون في رعب و ستبقي سوريا في القلب.  لا تسأل نفسك كيف يسكت العرب و الدول العربية بكل ما نملكه من قوة كوحدة واحدة أمام هذا الطاغي الذي يقتل شعبه, فنحن نعرف ثقافة دائما في القلب فقط.
لو فكرنا للحظة فسنعلم أننا من صنعنا إسرائيل ووضعنها في قلب البلاد العربية , فقلوبنا اصبحت مريضة على أي حال. نحن من صنعنا الطغاة في بلدنا. نحن من صنعنا الجهل و المرض و الفقر. فببساطة نحن لا نعرف ثقافة العمل , لا نستطيع ان نتخذ خطوة للأمام بدون ان نخاف من أي عواقب , ذلك الخوف جعل الأمراض تظهر و تتمكن من الجسد العربي. 
لا أتمنى شيء بقدر ما أتمنى ان تتوقف عن وضع كل شيء في قلوبنا , ان يختفي الجهل , ان أري العرب يتحركون , ان تكون أفعالنا بقدر الهتافات و الكلام و نتوقف عن الهتافات حتى. 
أنا فقط اعرف بأني سأفعل أي شيء من أجل كل ما أحبه و كل ما يسكن قلبي. يجب أن نعرف بأن الهتافات و الكلام و الدعاء و الصور و الإعلام كلها ليست أفعال , المرض ينتشر و ينتشر و نحن نتكلم و نتكلم , و سيبقى دائما "الحلم العربي " في القلب !!! 
 

4 comments:

Anonymous said...

حلوه اوي .. و حلو الترابط اللي عملتوا مابين الحاجات دي كلها

good job :)

Abdelrhman Eldallal said...

شكرااا :)

Anonymous said...

ترتيب افكارك ف الموضوع و اختيار العنوان له حلو اوى فى انتظار المزيد...

Abdelrhman Eldallal said...

انا كنت شاكك شوية في العنوان في الاول , شكرا على التعليق :)