كانت حرارة الجو تؤكد لها أن الشمس فوقها
تماما ولكن لسببا ما تجهله كانت تشعر ببرودة القطبين قد تجمعت بداخلها. كانت تحاول
أن تحسب كان ليلة مرت على تلك الساعة الكئيبة ، استطاعت أن تحصي 300 ليلة كاملة،
300 ليلة تتذكر الغروب الكامل بهم. كان يمكنها أن تتذكر هروبها في الطرقات،
اختبائها من العيون والنوافذ، حتى المرايا لا تطيل النظر بهم. أخرجت هاتفها
المحمول وبدأت في الضغط على الأرقام المطلوبة...
هي: أهلا
صوت آخر: اهلا اهلا، هل من الممكن أن أعرف
السبب العظيم وراء تشريفي بهذا الاتصال؟
هي: ما هذا! هل أصبح من الغريب أن أكلمك
الآن؟
الصوت: نعم، هكذا أتفقنا، أو بالأحرى هكذا افترقنا،
انا أظل كما أنا وأنت تصيري كما تريدين
هي: ولكننا لم نتفق أبدا على هذا الكلام! أنا
لم أقل أو أتفق على هذا أبدا!
الصوت: دعينا من أن نقوم بحوارات طويلة ليست
لها فائدة، أنت تشعرين تماما كيف أن كل شيء تغير، وتدرين تماما أنك أنت من أختار
هذا وليس أنا، لقد كنت هناك من أول لحظة وكبرنا معا، وأخطائنا معا، وحلمنا
وابتعدنا واقتربنا، حتى قررت أن التغيير هو سنة الحياة، فكان علي أن أتغير وهكذا
جاء الاتفاق بأني أبقى كما أنا وأنت تصيري كما تريدين
هي: ولكنك تعرف أننا لن نفترق
الصوت: هذا الاتفاق يسبق أي أتفاق، نعم ..
هي: ماذا يحدث إذا
الصوت: لا أدري
هي: نعم .. لا أدري
تمر من أمامها سيارة مسرعة فتنظر إلى شاشة
هاتفها المحمول من جديد لتتذكر أنها لم تتم الضغط على الرقم المطلوب. قل الشعور
بالبرودة قليل ولو أنه خرج من قلبها وأنتشر في أنحاء جسدها. وقبل أن تضع الهاتف في
جيبها من جديد لاحظت تاريخ اليوم، لم تمر ساعة واحدة ...
عادة إلى بيتها ومرت من تحت النافذة دون تردد
ودخلت غرفتها ونظرت في المرآة المعلقة على الحائط طويلا وقلت بهدوء،
أظن بأننا بحاجة إلى أتفاق جديد..
No comments:
Post a Comment