مازال في نفس الغرفة، الغرفة الضيقة المظلمة
تحيط به لتخنقه وصوت الطائر في القفص بدأ يضعف. الغرفة بدأت تضيق أكثر فأكثر
وكأنها تريده أن ينتهي وهو مستسلم تماما للظلام يفعل ما يريد. شعر بأن اللحظة قد
حانت وتلك الحيطان ستفتت عظامه ولكن أمر آخر قد حدث... اخترقته الحيطان ففصلت قلبه
أولا فأصبح يتألم وحيدا ، يشعر بما يشعر دون أن يجد من يحمله سوى الحائط البارد بملمسه
الخشن. كان يشعر بقلبه يحاول أن يبحث عن دفء يد صغيرة تلمسه أو أي شيء يتعلق به
ولكن أين له ذلك بين ذرات الحائط الصلب. لم يتوقف الظلام هنا بل فصل العقل ولكن
حائط أسمك فالقلب هش من السهل السيطرة عليه أما العقل فيحتاج إلى مجهود. أصبح
العقل وحيدا بما فيه من أفكار وذكريات، ليس هناك أسوا من مجرى بدون مصب هكذا صار
العقل تعصف به الأفكار والذكريات ولكن بدون القلب ليس هناك مصب ، بدون القلب لكي
يخبر ذلك العقل أن يهدأ ويبدأ يعطيه الدفء الذي يحتاجه ولكن كل منهم يحيط به
الظلام الآن. هكذا صار يتساقط بحائط تلو الآخر وهو على نفس جلسته، رأسه بين رجليه
ولا يتحرك وصوت الطائر صار خافتا لدرجة لا تسمع. ومازال المنظر من بعيد واحد ، طفل
صغير يجلس على شاطئ واسع أمامه البحر يمتد بصورة لا نهائية وطائر موضوع في قفص
حديدي بجانبه. ما تغير هو أن الطفل والطائر صارا متعبين بدرجة كبيرة..
3 comments:
جميله اوي بس حاول تقلل الكئابه شويه حرام عليك كده :(
نهله
المهم انها جميلة
شكرا
Post a Comment