Tuesday, August 26, 2014

إلى آخر العمر

ينظر في المرآة فلا يرى خطوط ولا شعر أبيض 
يغمض عينيه لدقائق فيراها واضحة 
يرى سنين العمر تمر بين أجزاء وجه ترسم لوح حياته 
هنا يوم ولد الحلم صنع خط عريض على جبته 
فقد تفاجئ وأقشعر جسده 
ينظر إلى الا شيء يحلم بأن يجعله كل شيء 
تحت الخط بمسافة بسيطة , مسافة ساعات أو ليالي أو سنين 
لا يدري 
خط آخر يبدوا أكثر وضوحا عندما قرر بأن الصباح سيأتي قريبا 
عندما أستكان لليل 
وقرر بأن اليل للنوم والصباح للعمل 
والان لا يوجد صباح 
فلا يوجد عمل .. 
هو خط من أثر النوم ليس أكثر 
مابين الخطين وما بعدهم هناك كثير من الخطوط والجروح 
جرح عندما أكتشف بأن هناك حدود لما يمكن أن تحمله يداه 
وآخر عندما قام من نومه ذات ليلة وقرر أن يعود لحلمه , لنهاره 
ولكن ساقاه لم تسعفه 
سقط وسقط وأنجرح وبقى جرح واضح 
خط آخر واضح على كل كف من كفوفه 
عندما قرر أنه سيحفر في الصخر حتى يصل إلى الجهة الآخرى من العالم
سيحفر ويحفر 
سيمر بلب الأرض 
بالنار والثلج 
وسيحفر ويمر 
ولكن الخطين لا يصلا إلى نهاية كفه 
فهو أستسلم قبل الوصول إلى الجهة الأخرى 
فعلق الخط على الكف 
لا يدري أيعود ويعتبره قد فشل 
أم يكمل ويكون قد نجح 
بين كل هذه الخطوط هناك خط واحد 
يمتد ليصل القلب بالعقل ويصل كلاهما بأول عمره حتى آخره 
يصل الليل بالنهار 
الراحة بالتعب 
يصل اليأس بالأمل 
يصل رحلة الشمال برحلة الجنوب 
يصل أعمق الحفر بأعلي الارتفاعات 
خط يمتد ولا يتردد ولا يعود 
أحيانا يختبأ وسط خيوط الزمن 
أحيانا يتخفى 
يهرب بين أزقة العمر وينام 
ينام وينام 
وينتظر صاحبه 
ينتظر صاحبة أن ينتفض 
ينتظر صاحبه يمسك الشمس بيد والأخرى تمتد إلى أعمق اعماق الارض 
ينتظر صاحبه ليتعلق بالنجوم ويكمل رحلته 
ينتظر صاحبه أن يتعاد الليل 
ان يدرك بأن الليل هو الحقيقة 
والنهار مجرد شيء مؤقت وسيذهب لحاله 
ينتظر صاحبه أن يرى في ظلمة الليل أكثر مما يرى في نور النهار 
ينتظر وينتظر وينتظر لكن لا يرحل ابدا 
ابدا لا يرحل مهما أختفى أو نام صاحبه 
ينتظر ويعود 
يعود كشروق الشمس 
يعود كموج البحر 
كمن سافر عن حضن أمه 
يعود 
كشاعر هجرته حروفه ليالي وليالي وعادت كلمات وقصائد
يعود كشربة ماء للتائه في الصحراء 
يعود كاشارة لمن ضل طريقه 
ولكنه لا يدري أنه ضل!
يعود
يعود كالريح على حقل مزهر 
يفتح عينيه 
ويجد الخط مازال هناك 
يتفاجئ 
يهز رأسه 
ينظر وينظر 
ثم يفهم 
فالخط يمتد 
ويمتد 
إلى آخر العمر 
ولكنه ينساه فيختفي 
ويتذكر فيعود 
.... 

Thursday, August 21, 2014

حلم


أمتنعت الحروف عن التجمع والكلمات عن التكون ...
حتى الورق لم يمتص الحبر....
توقف القلم في يده , ثم سقط على الورق ...
الورق القديم لم ينتهي عمره بعد
الكلمات القديمة مازالت تنادي
النور مازال ينتظر
الطريق مازال على استقامته
الأشجار كما هي
السماء في مكانها
القمر
النجوم
حتى الحفر والجبال
كلهم ينتظرون في ترقب
هل يعود الميت للحياة
هو لم يفقد روحه بعد
ولكنه مات...
يقف القلم من جديد
يكتب وحده
عد وأقرأ , عد وأقرأ
يمسك بورقة قديمة عليها عنوان بخط واضح
ولكن لم يستطيع أن يقرأه
وكأن الحروف تغيرت مع الزمن
مع العمر
او هو الذي تغير
أو ببساطة نسى كيف يقرأ هذه الحروف
يتلمس طريقه من جديد
يقف , يستند على الحاء
تنظر له الأشجار
يقف على اللام وهو مازال مستندا
يعود له النور في نهاية الطريق
يدفع نفسه بالميم
فتعود الشمس والقمر والنجوم وحتى الحفر والجبال
ويرى الكلمة من جديد

حلم .... 

Sunday, August 17, 2014

لعبة


هو: لنلعب لعبة مسلية
هي: ما هي تلك اللعبة ؟ أتمنى أن تكون مسلية حقا 
هو: لا تقلقي , ستكون مسلية ومثيرة 
هي: حسنا أشرح لي اللعبة
هو: سنصمت الآن ونقطع كل الاتصلات بيننا واول شخص يتحدث إلى الآخر يكون هو الخاسر
هي: حسنا يبدوا أنها مسلية فعلا 
.......
بعد مرور وقت لم يتم حسابه بدقة 
هي: اهلا
هو: لقد خسرت !! ألم أقل لك انها لعبة مسلية ومثيرة! لقد كنت أنتظر كل هذا الوقت
هي: حفلة عرسي غدا في المدينة إذا كنت تريد الحضور 

حروف

أحيانا تتجمع الحروف فتلتأم الجروح فتلك هي حقيقة الكلمات 
لا أحد يفهم حقيقة الروح ولكن كثير ممن يقرأون قد فهموا أكثر عنها 
فعندما تتشابك الحروف تمر وتخترق كل الحواجز حتى تصل للروح 
ذلك ما يفعله الصديق أو شخص قريب أو حتى سفر بعيد 
ولكن للحروف مذاق آخر فهي تتخطى الزمن والمكان 

Monday, August 4, 2014

ستندم

كان هناك صياد أسمه فارس خرج في رحلة صيد لحيوانات برية مع قافلة كبيرة. توجه فارس مع القافلة نحو غابة واسعة قضوا فيها عدة أيام وقتلوا فيها ما يريدون من الحيوانات ثم توجهوا نحو طريق العودة . تعطلت سيارة فارس فتوقفت القافلة كلها من أجله وبعد عدت دقائق عادت للعمل من جديد. كان الوقت ليلا عندما تعطلت السيارة من جديد وتوقف للحظات لكي يتفقد السيارة وفجأة وجد نفسه  وحيدا وقد انقطع الاتصال تماما عن القافلة. ظل ينادي بصوت عالي ولكن الدقائق التي تفقد فيها السيارة كانت كافية لكي تبتعد عنه القافلة وتتركه وحيدا مع سيارته وسلاحه. بات الليلة في خوف شديد وهو ممسك سلاحه وعندما جاء النهار قرر أنه سيدخل الغابة وأنه عليه أن يعيش بها حتى يأتيه المساعدة. 
بمجرد أن دخل الغابة وجد انه في منطقة مختلفة عن التي كان فيها فهذه المنطقة وكأنها مدينة فقط للقرود. قضى يومه الأول يراقبهم في صمت , كانوا يعيشون في سلام وراحة فالشجر من حولهم يضمن لهم الطعام ومكان للراحة كما أنه لديهم  جو ومنظر خلاب. لاحظ بان هناك قرد عجوز وكأنه زعيم هذه الجماعة ولكن يبدو أنه ضعيف مثل بقية القرود لذلك شعر فارس بأن هذه هي فرصة عمره. في الصباح التالي وقف في وسط الغابة رافعا سلاحه الناري في يد وسيف طويل في يد أخرى ويقول بصوت صارخ أنه أصبح الآن ملك هذه الغابة. أجتمع حوله عدد من القرود وهم ينظرون له نظرات متسائلة.
سأله أحد القرود : "ماذا تقصد ؟ أين المملكة حتى تكون ملك؟"
فارس: "حسنا, من اليوم كل هذه الغابة مملكتي . ومن يعترض عليه أن يرفع شكوى لي شخصيا."
قرد آخر: " من أنت ؟ ومن أعطاك الحق لكي تكون ملك علينا."
لم يتكلم فارس وأكتفى برفع سلاحيه في الهواء.
تدخل قرد يبدوا كبير في العمر وهو يقول: "لكي نتخيل أنك الآن الملك ... ماذا تريد أكثر مما لدينا جميعا. الطعام موجود , الراحة موجودة , المتعة موجودة يكفي فقط النظر للسماء, لو تريد العمل فالعمل موجود..."
قاطعه فارس قائلا: " هل جننت ؟ "عمل" .. هل تريد للملك أن يعمل مثل باقي الحمقى !"
رد قرد: "من فضلك أحسن اختيار كلماتك تذكر أنك لست واحد منا من الأساس ونحن تركناك تعيش بيننا لأننا مسالمين".
قال فارس وهو يدور برأسه لكي يسمعه الجميع: " يكفي كلام , من الآن انا الذي أترككم تعيشون هنا , كل شيء لي وأنت تعيشون بأمري , كل أوامري مطاعة وكل ما أشتهيه يأتيني في الحال." 
فجأة خرج قرد يجري نحوه فقتله فارس في الحال! وقال بصوت أعلى مما كان عليه :" أي قرد يفكر أنه يمكنه أن يعصاني سيكون مصيره مثله." سار فارس ببطأ نحو كوخ جلس فيه وبدأ ينادي على القرود لكي يخدموه.
تحرك عدد كبير من القرود نحو زعيمهم وحكوا لهم كل شيء. أخبرهم الزعيم أنه تعامل مع البشر من قبل وأن خير حل هو أن يعطوه ما يريد حتى يرحل عنهم. ولكن طمع فارس لم يتوقف أبدا وعندما زاد عن مقدرة القرود بدأ يعتدي عليهم ويقتلهم وعندها كان على الزعيم أن يتحرك وبالفعل ذهب لفارس في كوخه. 
الزعيم: "تحية لمن نصب نفسه ملكلا على الاحرار."
فارس:" يبدوا أنك لم تتعلم كيف تحترم الملوك مع أنك يبدوا عليك أنك رايت الكثير."
الزعيم:" رأيت ما يكفي حتى أعلم نهاية ما تفعله أنت."
فارس : " تقصد راحتي وسعادتي."
الزعيم: " لن تكون هذه نهايتك أبدا وعليك أن تفهم ذلك جيدا."
فارس:" يبدوا أنك فقدت عقلك أيها القرد .. حقا عجوز خرف !!."
الزعيم: " بل أنت من فقد عقله , أي أحمق يأتي لكي ينصب نفسه ملكا على من هم أحرار مثله. لقد كنا نعيش في سلام دون أي القاب حتى جئت أنت بأمراضك التي تريد أن تنشرها بيننا. عليك أن ترضى بأسلوب حياتنا ولتعش معنا أو ترحل من بيننا."
فارس:" يبدوا أن هناك قرد يريد أن يذبح الليلة."
الزعيم:" لتفهم أيها الأحمق, لم آتي إلى أنها وفي نيتي أني  سأعود لشجرتي سالما... ولكني جئت لأحذرك, نحن قرود مسالمون ولكننا لن نرضى بالظلم , أنت الآن تضحك لانك تعرف أننا لا نقدر على فعل الكثير أمام سلاحك ولكن عليك أن تفهم أننا لن نخضع لسلاحك و في كل الأحوال أنت ستندم في النهاية , مهما حدث أيها الملك الأحمق أنت من سيندم أشد الندم ..."
لم يتركه فارس يكمل كلامه وقطع رأسه... جن الجنون بقية القرود وهجموا على الفارس الذي بدأ في قتلهم جميعا حتى اوشكت الغابة أن تخلو من القرود ولكن مجموعة من القرود هربت وأختبأت بين الأشجار. قرر فارس أنه سيطاردهم حتى آخر لقرد وهو يقول لنفسه سنرى من سيندم !! أخرج البنزين من سيارته وقام بحرق أشجار الغابة حتى أصبحت رماد. مرت ساعات قبل أن يهدأ وينظر ماذا حدث فالغابة الجميلة تحولت إلى رماد كامل. فقط رماد يطفو على دماء القرود الحمراء. وجد فارس نفسه في وسط صحراء بدون ماء ولا طعام ولا أي شيء , لم يفهم كيف كان هناك غابة في وسط الصحراء بالتاكيد هذه القرود وراءها سر ولكنه لن يستطيع أن يفهمه. لم يجد فارس أي سبيل للحياة فوضع السلاح في فمه وأطلق النار. 
لم يفهم فارس أن الزعيم عندما قال له أن سيندم أنه لم يقصد بأن القرود ستقتله ولا أنه سيموت جوعا عندما يحترق كل شيء بل كان يعرف بأن هناك دم سيسال , وان هذا الدم سينزل بين طبقات الأرض لكي يخرج أشجار تستعصي على فارس حتى أن يطأ عليها بقدمه , والآن تختلط دماءه بدماء القرود , يختلط الموت بالحياة , لكي تخرج الأشجار من جديد , وتعود الحياة كما كانت. فارس لم يفهم بأنه لا يستطيع أبدا أن يمنح ويأخذ الحياة من أي كائن , لم يفهم بأن سر الحياة لا يمكن أبدا إيقافه مهما كانت القوة الأرضية المستخدمة , ستخرج الحياة من بين الموتى , بل ستخرج الحياة من بين بقايا القتلة وستعود أقوى من السابق , وسيندم .... 

Saturday, August 2, 2014

حتى الصباح






استعدا جيدا وقرر "علي" و "نورا" أنهم سيبدآن رحلتهم مع شروق الشمس لكي يقطعا هذا الجبل العالي ويكملوا طريقهم خلف الجبل. قام بتقسيم المهام على كليهما من ناحية المعدات كان على "علي" أن يجهز الحبال وأدوات الربط مثل القطع الحديدية التي تثبت في الصخور. أما "نورا" فكان عليها تجهيز معدات الأمان الخاصة بكل منهم واشتركا في تجهيز المؤن وباقي الأدوات. مع توديع القمر لهم وتركه المهمة للشمس بدآ رحلتهم الخطرة في تسلق ذلك الجبل العالي. 

مرت الساعات الأولي في هدوء , كان علي دائم القلق ولكنه كان يبذل قصار جهده حتى لا تشعر نورا بذلك وإن خرجت الأمور عن السيطرة أحيانا فهو كان له مهمة إضافية وفي نفس الوقت هي مهمة حياته الأساسية كانت هذه المهمة هي "نورا"... مع انتصاف الشمس في السماء اشتدت الرياح ووصلت لأقصى قواها مع الغروب مما أدى لانقطاع الحبل الأساسي. توقف كلاهما على صخرة كبيرة في منتصف الجبل ونظرت له "نورا" وقالت :"علينا أن ننتظر حتى الصباح وإلا لن نضمن سلامتنا". رد عليها علي بأنه يعرف ذلك ولكين أيضا عليهم التحرك قليلا لأن المؤن لا تكفي إلا ليلة واحدة إضافية وقد يضطرا للتوقف مرة ثانية. وكان هذا يعني بأن الليلة ستمر وكل منهم يتولى أمره بنفسه حتى شروق الشمس وتركيب الحبل الذي يجمعهم من جديد. امسكت نورا بيدها الصغيرة ذراع علي وشدت عليه وقالت له بهدوء بأنها ستنظر معه حتى لو بعد انتهاء المؤن. لم يتكلم علي ليس لأنه لم يجد ما يقوله ولكن لأنه كان يحاول أن يخفي دموعه وشعوره كأنه فقد جزء كبير من قوته ومهمته الأساسية الآن أصبحت صعبة للغاية لان محاولته لحماية نورا الآن قد تعرض حياتها للخطر. لم يكن أمامه اختيارات كثيرة سوى أن يترك لقلبه الحديث وهو يقول أن الليلة ستمر والصباح سيأتي أن شاء الله حتى وإن حركت الرياح الجبل سنكون أصلب منه. 



كانت ساعات الليل أطول مما تخيلا وكانت كل خطوة بمثابة رحلة طويلة شاقة , كانت المسافات تبعد أحيانا ولا يوجد حبل يربط بينهما في ظلام الليل والرياح تشتد , ولكن أحيانا ,, أحيانا يوجد ما يصمد أمام الريح ولا ينكسر بل يميل وأحيانا يطير أيضا , يفترقا أحيانا ولكن يعلمان كيف أنهما معا يكونان في عالم أخر فيمسك كل منهما الصخر من أجل أن يأتي الصباح أسرع. أحيانا تشعر نورا بيد خفية تسندها عندما توشك على الوقوع ولكنها تعرف أنها لا يمكنها أن تعتمد تماما على هذه اليد. أحيانا جيد علي يد صغيرة تنتظره فوق الصخرة التي تعلوه فيمسكها ويصعد ولكن تختفي صورة صاحبتها مع الظلام. ينظر كل منهما إلى الآخر دون كلام , حتى الصباح ...