(دي مش قصة )
عانيت مؤخرا فترة من توقف الكتابة , توقف القلم في يدي
"الكيبورد تحت صوابعي" لمدة طويلة. يأتي إلي هذا الشعور من وقت لآخر
أحيانا يكون نتيجة لأن عقلي قد توقف عن العمل وقرر الاستسلام لحاجة خمول تام مع
افكار خفيفة او سبب على النقيض تماما الافكار كثيرة ومتشابكة ولكنها ترفض الخروج و
أحيانا أخرى تكون الأمور هادئة داخل عقلي ولكن هناك تفكير آخر لا يشغل العقل أو
فقط هو قلم قد قرر أن يحصل على بعض الراحة. على أي حال _الحمد لله_ قرر قلمي أن
يتحرك ويساعدني في نقل بعض الافكار للورق.
أثناء فترت توقفي عن الكتاب بدأت في قراءة بعض كتاباتي
القديمة ولفت انتباهي أني نشرت كتابات في كل شهور السنة إلا شهر واحد ,هو شهر
مايو. المصادفة أو بالأحرى السبب الحقيقي وراء عدم كتابتي في ذلك الشهر هو انه
يحمل بين أيامه يوم مولدي. أظن بان السبب البديهي هو أنني أحاول الهروب من تلك
الذكرى التي تعني كل مرة أني اكتسبت عام جديد ولكن بعد قليل من التفكير أجد السبب
على النقيض تماما , انا فقط احاول الهروب من تلك الفكرة حتى لا يلصق أحد بي
هذه التهمة. دعونا نتخيل شيء آخر , ماذا
لو قررت أن في الصباح التالي سأعتبر ان عمري 18 عام عكس ما تثبته الأوراق الرسمية
؟ ليبقى كما يريدون على الأوراق ولكن في عقلي كما أريد , سأجعل عمري يزيد عام كل
ثلاثة أعوام. لا يهم كم عمري بحساباتي او حسابات الورق عندما تأتي تلك الليلة, فهي
ستأتي سواء كنت صغير او كبير بأي حساب , فالحقيقة هي أنه لم ولن يفر أحد من الموت
ولم ولن يعود أحد من الموت إلا عندما يشاء الله سبحانه وتعالى.
نعم, لا يمكنني أن ألغي حقيقة أن مع الوقت يصبح الفشل
أصعب ويترك أثارا أكبر, مع الوقت يصبح الفراق صعب , مع الوقت صبح الصعود أصعب
وأصعب والنزول يبدوا سهلا, مع الوقت تصبح المفاجئات مقلقلة حتى ولو كانت
سعيدة. ولكن الفكرة هي أن تأثير الوقت
يكون كذلك عندما يمر على القلب. مع الوقت صبح الفشل أصعب بالتأكيد ولكن مع الوقت
ستجد نفسك قادرا على الوقوف من جديد, فأنا سقط مئات المرات من قبل ووقفت ستكون هذه
السقطة مثلهم, الفراق يصبح أصعب ولكنك تقابل من يجعلونه أهون وأسهل وهو ما يحدث مع
الوقت فقط , أن تقابل من تحب.
عندما أنظر إلى المرآة من وقت لآخر قد أرى خطوط جديدة
تظهر كل يوم وقريبا سأرى الشعر الأبيض أو قد لا أراه على الاطلاق لن يهم حقا ولكن
ما يهم هو أنني لن أرى أبدا عمري مكتوب على جبيني وبجانبه قائمة بالأشياء التي
أستطيع أن أقوم بها والأشياء التي لا أستطيع ان أقوم بها. لكل شخص كامل حريته في
اختيار حساب عمره والأشياء التي تناسب هذا العمر وأنا أيضا من حقي أن أرفض هذا
النظام تماما ! ليس هناك أشياء تناسب عمري وأخرى لا بل هناك أشياء تناسب حياتي وأخرى
لا. أن أحكم على نفسي بأن الوقت قد ولى لكي أفعل شيء معين هو حكم سريع وليس بطيء
بالموت , هو موت فوري دون تردد. ليس هناك شيء معنى لكلمة "متأخرا" في
حياة نحن نصنعها , نحن نصنع الوقت والعمر, لقد تأخر الوقت لفعل أي شيء فقط عندما
يحين أجل الإنسان عندها لا يمكن فعل شيء ولكن قبل أن تعرف أن النهاية قد أتت
بثواني قليلة أنت لديك الوقت كله لديك الحياة كلها, حتى قبل معرفتك بالنهاية
بثواني قليلة كلمة "متاخرا" لا تعني شيء.
سأكتب في شهر مايو من كل عام دون خوف لا يهم الرقم الذي
سيظهر بجانب كلمة "العمر:" فذلك الرقم لن يتعدى حقيقة كونه رقم يستخدم
للعد فقط وليس وسيلة لتحديد الحياة , لن اجعل لرقم من اختراع البشر بان يحدد حياتي
, ليكون كما يكون يزيد أو ينقص النهاية ثابتة اعلم ذلك ولكن كل شيء قبل هذه
النهاية يعني كل شيء ولن أترك لرقم أو شخص بان يسرق هذه الحقيقة مني باني قد تأخرت
.
التأخير يكون عندما يفوت أوان الشيء , وأوان الحياة لا
تفوت إلا بالموت !!
No comments:
Post a Comment