استيقظ من نومه وخيط الشمس يداعب عينيه ويقلق
أحلامه. فتح عينيه ببطء ونظر على رفوف مكتبته الصغيرة وتأكد من أن ألعابه تنام في
هدوء. تحرك من تحت الغطاء الذي أعدته أمه له وفتح الشبابيك لكي تدخل الشمس بالكامل
إلى غرفته. مازالت عينيه نصف مغلقه وهو يتحرك في البيت بدون أي شعور نحو المطبخ
لكي يجد أمه تعد الإفطار فيحتضنها بقوة وكأنه يحتضن العالم كله وكأنه يرسل حبه لكي
يوقف الحروب والظلم والجوع والمرض في العالم كله, ولكن من يستمع؟! يحتضن عالمه وهو
يعرف أن أمه سترد عليه رسائل الحب برسائل أشد منها وكأنها تقول له أن هناك من
يستمع. بعد ذلك الحضن القوي يبدأ يومه ...
يشاهد التليفزيون أثناء تناوله الإفطار ولم
يفهم أبدا بشاعة الأخبار, لم يفهم لم قد يقتل إنسان صديقه الإنسان, فنحن جميعا
أصدقاء في النهاية ونسكن نفس الشارع الكبير. يتعجب كيف أن الأخبار تبدأ بأن عشرات
جاءتهم مصائب كبيرة وتنتهي بأن ذلك اللاعب حصل جائزة كبيرة وأحتفل احتفال كبير ,
ونسى أصدقاءه الآخرون ومصائبهم !! وعلي أي حال فهو يطلب من أمه بعد ذلك أن تغير
القناة لكي يشاهدا شيئا آخر فالخيال يبدوا أكثر راحة لو أنه لا يستطيع أن يرتاح
وهو يعلم أن له أصدقاء ليسوا مرتاحين..
بعد ذلك يذهب إلى غرفته لكي يمارس نشاطاته من
قراءة قصص أو الوقوف في النافذة لمراقبة الناس والأطفال في الشارع, فهم أصدقاءه.
ويخرج بعد ذلك لأمه يطلب منها أن يخرج قليلا مع أصدقاءه فالجو يبدوا جميلا
بالخارج. يبحث عن أصدقاءه بسهولة فهو لا يتذكر أن ذلك فعل له ذلك الأمر و مازال
غضبان منه, أو أنه يكره شخص آخر ,لماذا قد يكره أحد أصدقاءه؟ بل ما معنى الكره ونحن
نعيش في نفس الشارع؟ يخرج مع أصدقاءه ويقضي معهم وقت طويل وهو سعيد فذلك الوقت من
اليوم يجعله يتواصل مع أشخاص يحبهم حتى ولو لم يفعلوا الكثير مع أن كل شيء يبدوا
كبيرا وكثيرا في عينيه..
يعود متعبا ويحتضن عالمه من جديد ويقضي الوقت
المتبقي من اليوم في دفيء البيت ويحصل على مزيد من الدفء ممن في البيت ,تلمع على
وجهه ابتسامة خفية من الوقت لآخر مجهولة السبب ولا أحد في البيت يحاول أن يسأل عن
السبب.
يحصل على حضن مشابه لحضن بداية اليوم ثم
يتوجه إلى غرفته وسريره لأنه عليه يستيقظ مبكرا لأن إجازته انتهت وعليه أن يعود
إلى مدينة عمله...
3 comments:
رائعة ,,شبهك الشخصية دى :)
شكرا :) الشخصية في الشغل دلوقتي :D
جميلة قوي :)
Post a Comment