Saturday, November 9, 2013

قد تحن إلى الماضي

تمر الأيام لتثبت لك أن تغير هو الأشياء هو الثابت الوحيد في معادلة الحياة على هذه الأرض. العمر يمر , الشمس تشرق وتغرب , السحاب يتحرك, حتى الأرض نفسها يتغير شكلها , النفوس تتبدل , التفكير يختلف, حتى الكواكب الهائلة ليست ثابتة في مكانها. تتبدل أيام الإنسان وأحواله وبالطبع يأتي يوم يشعر فيه الإنسان بأن الحالة التي وصل إليها هي أفضل حالة أو بكلمات أخرى يشعر أنه قد وصل إلى قمة السعادة فيتمنى المستحيل , يتمنى أن يخالف الشيء الثابت , يتمنى أو يوقف حركة الكون ويمنع أي شيء من أن يتغير. هو ينسى حقيقة واضحة وهي أن لولا حقيقة التغيير لما وصل إلى ما هو فيه, فهو لم يصل إلى سعادته إلا بعد أن تبدلت حالته من حالة سيئة _في وجهة نظرة_ إلى حالة أفضل. لكن بهذا المنطق سيكون الإنسان فريسة الواقع وعليه أن يسلم ويرفع الراية البيضاء لأنه لا يستطيع أن يواجه التغيير. تخيل معي لو ان هناك قطار سريع أن تريد اللحاق به من الممكن أن تقف أمامه وتتمنى أن يتوقف أو تقف في مكان مر به وتتمنى أن يكون القطار في كلا الحالتين أن تنسى حقيقة حركة القطار الثابتة , عليك ان تواجه الحركة بحركة , أن تواجه التغيير بتغيير. أن يتحرك القطار عليك أن تركب سيارتك وتنطلق بأقصى سرعة. عندما تتغير الأيام وتتبدل الأحوال على الإنسان أن يتغير ويتبدل بسرعة توازي سرعة الأيام. كل ما في الأرض يثبت هذه الحقيقة, فالنباتات لا تموت في الليل عندما تختفي الشمس بل تتغير وفقا للواقع بدون أن تمس بكيانها ووظائفها , تتغير بنفس السرعة التي تختفي بها الشمس لكي تحافظ على الحالة التي تريد أن يكون عليها , لكي تحافظ على الحياة.

قد تحن إلى الماضي وتحن إلى تلك الليلة التي قضيتها منتشيا من فرط السعادة بعد نجاحك في ذلك الشيء الذي ظننت أنه من المستحيل النجاح فيه. تخيل لو أنك تستطيع فعلا أن تعود إلى ذلك اليوم , ستصاب بخيبة أمل كبيرة , فالسعادة الحقيقة كانت في الليالي التي سبقت هذه الليلة , كانت في الليالي التي كانت تمر وأنت ليس لديك أي دليل على نجاحك غير ذلك الشعور داخلك , السعادة كانت في كل خطوة تمر بها وكل اكتشاف وتحدي جديد ,السعادة كانت في أيام تشعر وكأنك لست متأكد من أي شيء غير أنك تريد أن تحقق كل شيء. حقيقة الحنين إلى الماضي , هو ليس حنين إلى ساعة معينة ولا يوم معين ولكنه حنين إلى شعور كامل وحياة كاملة , أنت في يدك أن تعيدها ولكن في صورة جديدة في حياتك الآن. 

No comments: