سقوط
كان ممسكا بالحافة بكل قوته والصخر تحت يده يكاد يتفتت.
يده بدأت تتعرق، عقله يدور، قلبه يضرب بسرعة وكأنه يفر من خطر ما. بدأ يفكر لو أنها
النهاية وأنه في لحظة سيسقط.
"يا الخسارة بعد كل هذه الرحلة وكل تلك المسافة
التي تسلقتها أسقط من على هذه الحافة الكئيبة."
كان يحاول أن يستجمع طاقته، أن يستعيد نفسه كما كان في
البداية، متحمس ومندفع ومستعد لكل شيء ولكنه الآن خائف ومضطرب وينتظر نهايته.
الحقيقة هي أن الأرض لا تبتعد عنه قدميه مسافة لا تتعدى
الشبر ولكن عيناه كانت مثبتة للأعلى دائما. الحقيقة هي أن البداية التي يبحث عنها
ستبدأ بمجرد أن تفلت يداه ويسقط، فليس كل سقوط يأخذه للقاع.
...
قرار جديد
كان بداية العام الجديد عندما قررت أنه في كل يوم أول
شخص ستراه ستتخيل أنها هذا الشخص لتشعر بالآخرين وتقلل من الأنانية عندها.
أول يوم رأت حارس العقار الذي تعيش فيه. وتخيلت حياته
بذلك المرتب الصغير وعدد أبنائه الكبير. شعرت بأن حياتها جحيم وقبل انتهاء اليوم اتفقت
معه على ان يساعدها في بعض الأعمال يوميا مقابل مرتب مجزي كل شهر.
واستمر الحال طوال شهر كامل وبدأت تساعد الكثير وتحسن
علاقتها مع جيرنها وأقاربها. وفي يوم أول ما نزلت وجدت سيارات سوداء كثيرة تمر
أمام البيت، يبدوا أن هناك مسئول كبير في طريقه لمكان ما، ولحظها كان المسئول في
نفس اللحظة يتفقد الشارع من خلف شباك السيارة الشفاف وتلاقت عيناه مع عيناها فكان
هو أول شخص تراه في ذلك اليوم، وقبل نهاية اليوم لم تجد حلا سوى أن تسلم نفسها
للشرطة.
No comments:
Post a Comment