المجتمع المصري هو مجتمع متسامح و متفتح ,
يعيش فيه جميع الناس مهما اختلفت أشكالهم و ثقافاتهم في جو رائع من الحب و الوئام
. المجتمع المصري هو مجتمع ديني بطبعه, و يمكن ملاحظة ذلك بسهولة من خلال تعاملات
المصريين اليومية و ما يظهر من صفات رائعة من خلالها...
لا أظن بأن هناك شخص مصري لم يسمع او يقرأ
شيء يشبه في معناه السطور السابقة, فهذا دائما ما نتغني به امام العالم , كيف ان
المجتمع المصري عريق و عظيم , و لكن الحقيقة المرة هي اني لا أصدق كلمة واحدة من
السطور السابقة ,, الحقيقة المرة هي ان المجتمع المصري مجتمع مشوه . أرجوا ألا
يسيء أحد فهم ما سوف أكتبه الان , انا مصري و لا أتمنى ابدا ان أرى بلدي بصورة
سيئة , لكن هذا هو الواقع , يمكن نصوره بشكل جميل في الكتب و التليفزيون لكن تبقى
الحقيقة القبيحة موجودة على الأرض.
لم أصل إلى استنتاج ان مجتمعنا مجتمع مشوه
بدون اسباب مقنعة و بدون تجربة و تفكير طويل. بالطبع الموضوع يحتاج إلى دراسة
عميقة للمجتمع و كل ما أطرحة هو مجرد استنتاجات و اراء شخصية. هناك اسباب كثيرة
بالطبع للحالة التي وصل إليها مجتمعنا لكن بالطبع هناك عوامل اوضح و اكثر تاثيرا
من الأخرى. أكبر الأسباب هي اعتقدنا الخاطئ بأننا مجتمع متدين. المصيبة هي أننا
تركنا الدين و أبتعدنا كل البعد عما يدعوا إليه أي دين. تمسكنا بالمسميات فقط و
خلطنا بين العادات و التقاليد و الدين. أصبح مفهوم الدين عندنا مشوه و لذلك جاز أن
نطلق على المجتمع أنه مشوه. نعم , نحن "شعب متدين" لكني أشك بأن الجميع
مؤمن بأن الدين هو الحل الصحيح في عصرنا الحالي. الاقتناع و الايمان يختلف تماما
عن الحالة التي نحن فيها , أبسط سؤال ان تسأل أي شخص لماذا هو على هذا الدين ,
ستجد الاجابة تافهة لأي شخص ينظر للكلام بصورة حيادية. قد يكون كلامي غريب , لكنها الحقيقة . المشكلة
هي اننا تعلمنا الدين , انا ولدت مسلم و لم يكن في يدي أي اختيار , لكن بالنسبة لي
الرحلة كانت أكبر من هذا بكثير حتى أكتشف معنى أن اكون مسلم. لقد أصبحنا الآن نشعر
بالعار من الدين , فنحن نريد أن نكون "شعب متدين" بمعنى أننا نتعامل مع
بعض بطريقة جيدة , و هل الدين هو تعامل فقط ؟ او عبادات فقط ؟ يجب ان ندرك الدين
بعقولنا و قلوبنا وجميع الحواس. أكتر ما أكره هو محاولة أظهار الدين بانه يتجاوب
مع كل ما يدعوا إليه الغرب أو بالمعني الأحرى تغريب الدين و جعله و كأنه ينتمي للثقافة الغربية , و في هذه المحاولة لم نجد أي مشكلة في ان
نتخلي عن كثير من ثوابتنا من أجل أن نظهر بشكل عصري و أننا لا نقل عن المجتمع غربي
"حضاريا". المشكلة هي أن الدين أصبح لوحة جميلة في بناء غريب بدلا من ان
يكون هو بناء كامل . الدين أصبح منظر , يجوز أو لا يجوز , يجب و لا يجب , و في
النهاية لا نعرف شيء عن الدين. نتحدث
كثيرا عن الوحدة الوطنية و لكن فكرتنا عن الوحدة غريبة جدا. نحن نحب أن نظهر أننا نعيش في حب و كل شيء لكن
الحقيقة ان بداخل شخص يظن ان الاخر خطأ. لا أعلم من أعطى الحق لانسان أن يحكم على
انسان مثله ؟ الوحدة الوطنية تبدأ بأن تصدق بقبلك أولا قبلا أن تقوم بأي فعل. نحن
نهتم بأن نظهر "الوحدة الوطنية" و لكن لا نشعر بذلك حقا لذلك تظهر
المشاكل كل مدة و بدلا من نتوقف و ندرك الموقف ندفن كل شيء بدعوة ان المجتمع
المصري به وحدة وطنية لا مثيل لها. الوحدة الوطنية هي ألا تحكم على أي شخص من خلال
دينه , أن تتعامل مع كل شخص على انه قائم بذاته يعبر ان افكاره و مبادئه , ليست
الفكرة ان تبالغ في اظهار ذلك , كل الفكرة ان تتعامل بشكل طبيعي و ان تكون مؤمن
حقا من دخالك اننا في نهاية نعيش على نفس الأرض بدون أي اختلاف او تفضيل.
سبب اخر في تشويه مجتمعنا هو اننا نفختر
بحضارتنا و ثقفاتنا ظاهريا لكن بداخل كل شخص ايمان تام بأن الغرب وصل إلى القمة و
أنهم قادرون على كل شيء نحن لا نستطيع ان نقوم به , نحن نتخيل و كأن التقدم و الحضارة
تعني الغرب , وان ثقافتنا و حضارتنا بل و حتى الدين هي أشياء من الماضي , هي كصورة
جميلة , لكنها قديمة نعلقها على الحائط حتى نتذكر الماضي.. أصبحت قبلتنا الان هي الغرب , في كل شيء ,
التعليم , الأكل , الملبس , و حتى الثقافة و الفن . فعندما نريد ان ننتحدث عن نهضة
و تقدم نأتي بالغرب وكأنه هو الشمس التي نتهدي بها , أصبحنا مجتمع مشهوه لأننا
ننادي بالحضارة و الثقاقة المصرية و العربية و الأسلامية و نحن نريد ان نكون مجتمع
غربي خالص. التقدم و الحضارة لا تقاس فقط
بالسيارات و التكنولوجيا , التقدم مختلف تماما عن مفهومنا الحالي , التقدم الان
يتحول بالانسان إلى الة. لا أظن بأن ما وصل إليه الغرب الان يعتبر تقدم على كل
الحضارات السابقة , بل وحتى أنه لا يقترب من مستوى حضارات سابقة وصلت إلى ما هو
أرقى مما نظنه القمة الان. نحن نضع ثقتنا في الغرب و نريد ان نكون دولة عربية ,
فاصبحنا مجتمع مشوه. و جميع الدول العربية الآن هي في احتلال حقيقي أسوا من احتلال
الحرب و السلاح. فمثلا وقت الاحتلال الانجليزي كنا نعرف عدونا و نعرف ما يقوم به و
نعرف انه يحاول ان يسرق كل شيء و يدمر اي شيء. اما الان فنحن في احتلال خفي ,
يسيطر على كل شيء بدون ان نشعر , يقوم بكل ما يريده بدون أن يجعل من نفسه عدو يجب
التخلص منه بل و يجعل من نفسه مثال للكمال. فنظرة سريعة تجعلنا ندرك ما وصلنا إليه
و قام به هذا الاحتلال , نحن نثق ثقة تامة في وسائل الاعلام الاجنبية , في الكتب
الاجنبية , في المنتجات , أو في أي شيء ينتمي للغرب , التعليم الذي يبني الثقاقة
بداخل كل فرد أصبح أجنبي. كل هذا يجعل الشخص اما اختيارين أن يسافر و يعيش الحياة
التي يثق فيها او لاي ظرف من الظروف يعيش في بلده و يحاول ان يتصور وكانه مواطن
غربي و ينتهي بنا بمجتمع مشوه.
نتقل الان إلى جزء آخر , إذا كانت هذه هي
الأسباب فما هي نتائج هذه الأسباب , سأقوم بسرد بعض الصور التي توضح ما أقول , هي
بعض المواقف التي قبلتها بطريقة أو بأخرى ..
مع أننا مجتمع واحد إلا أنه أصبح مما يجلب العار أن تكون من محافظة معينة , أو ان تعيش في قرية , أو في مدينة معينة. كثير من الناس يؤمن بهذه النظرية , لا أعلم كيف بدأ هذا المرض بالانتشار , لا أفهم يكون مسقط رأس أي شخص له علاقة بأي شيء , و السؤال المنطقي هل كان للشخص اي اختيار ؟ أشعر بالأسى عندما أرى هذا الموقف , فهذا يشير إلى مدى التدهور الذي وصل إليه مجتمعنا , أصبحنا نقيس الناس على مقاييس غريبة مثل المدينة التي يأتي منها , أو ملابسه أو طريقة كلامه. أصبحنا نحكم على الأشخاص من خلال المظاهر الخارجية و أيضا من خلال اقتراب الشخص من ان يكون مواطن في دولة غريبة او بالأحرى صورة المواطن الغربي في عقولنا.
مع أننا مجتمع واحد إلا أنه أصبح مما يجلب العار أن تكون من محافظة معينة , أو ان تعيش في قرية , أو في مدينة معينة. كثير من الناس يؤمن بهذه النظرية , لا أعلم كيف بدأ هذا المرض بالانتشار , لا أفهم يكون مسقط رأس أي شخص له علاقة بأي شيء , و السؤال المنطقي هل كان للشخص اي اختيار ؟ أشعر بالأسى عندما أرى هذا الموقف , فهذا يشير إلى مدى التدهور الذي وصل إليه مجتمعنا , أصبحنا نقيس الناس على مقاييس غريبة مثل المدينة التي يأتي منها , أو ملابسه أو طريقة كلامه. أصبحنا نحكم على الأشخاص من خلال المظاهر الخارجية و أيضا من خلال اقتراب الشخص من ان يكون مواطن في دولة غريبة او بالأحرى صورة المواطن الغربي في عقولنا.
اللغة العربية أصبحت تقليد قديم و ممل و من
لا يتقن على الأقل اللغة الانجليزية فهو شخص رجعي. لا أعلم كيف يمكن لشخص أن يعتقد
أن لغته الأم هي شيء غير مهم بل و أحيانا يشعر بالعار منها. من المؤكد ان تعلم
اللغات الأجنبية و بالأخص الانجليزية هو أمر ضروري في وقتنا الحالي لكن هذا لا
يقلل من أهمية اللغة العربية. لا أظن بأن هناك أي أدب يمكن أن يقارن بالأدب في
اللغة العربية. اللغة العربية هي جزء لا يمكن من فصلة من ثقافتنا وحضارتنا.
الموضوع يحتاج إلى توضيح و كتابة أكثر مما
قمت به بكثير لكني أعتبر هذه كمحاولة لتوضيح فكرة عندي
4 comments:
المفروض تكتب وبعد ده كله احب اقول "وعجبي!!" :D
من تقدم لتقدم يا عبد الرحمن :)
حلووه جدا
شكرا :)
i love you writing style, it is really simple yet mature :). bs the article overall is so depressing :S probably because i have to see the bad side of our society.
طيب كويس :D انا بحاول مكنش كئيب في الي انا بكتبه على فكرة
Post a Comment