Saturday, February 20, 2016

اكتشاف القمر

فجأة لا يدري كيف حدث هذا؟ بعد كل هذه السنين والشهور والليالي .. بعد كل هذا السهر والأحاديث الطويلة والوعود فاجأته حقيقة بسيطة جدا هي أن القمر بعيد جدا ، هو لا ينتمي للأرض ولا للسماء حتى بل يفصل بينهما غلاف جوي يمتد لمسافات طويلة وبعد ذلك السماء ومن ثم فراغ كبير قاتل ، فراغ تتحرك فيه صخور صامته أو كويكبات صغيرة ضلت طريقها أو بقايا قمر صناعي ، فراغ لا ينقل صوت أو حياة ، ولكي يكون على أكثر دقة المسافة بينه وبين القمر تمتد لآلاف الكيلومترات. متى حدث ذلك؟ لا يعلم. لماذا لم يكتشف الأمر من قبل؟ لا يعلم أيضا. بدأ يشك لو ان الكون بالفعل يتمدد إذا فالقمر لعله يبتعد أكثر فأكثر. ولكنه كان يتذكر كيف أن في بعض الليالي كان بيدوا أكبر وكيف أنه كان النور الوحيد في تلك السماء الكئيبة، فجأة يكتشف أنه لا ينتمي لهذه السماء من الأساس! بدأ يتساءل لو أن تلك الرسائل كانت تصله أم أنها كانت تسقط في ذلك الفراغ الرهيب. ظل يسأل نفسه كيف كان يظن بأن القمر ينتمي في مكان ما بين قلبه وعينيه وأنه على ثقة أنه اقرب لقلبه ليكتشف بعد ذلك أنه بعيد ، بعيد أكثر من تأخذه قداماه في هذه الحياة. كانت الدقائق تمر بعد اكتشافه الرهيب والتي تجعله يتساءل لو أن القمر هو الذي يعيش في فراغ قاتل أم هو الذي كذلك.


نظر إلى السماء فوجد ابتسامة القمر تجعله يشعر كمن سافر وترك أهله من أجل حرب لم يدرك حقيقتها، فالابتسامة أجمل ما رآه قلبه في حياته وأشدها قسوة أيضا لأنها بعيدة ، بعيدة جدا، أبعد من امتداد قلبه. ولكنه يحدث القمر على أي حال لعل الحرب تنتهي يوما دون أن تتعمق الجراح أكثر. 

Friday, February 12, 2016

صرخات مكتومة

كان بإمكانه سماع حركة عقارب الساعة
بالرغم من أن الغرفة ليست بها أي ساعات
كان عقرب الثواني يتحرك بطيئا بطيئا
كانت كل حركة كطعنة غادرة
لا ينفجر منها دم
بل صرخات مكتومة
تتوالى الطعنات
ويصرخ قلبه
يتحول من الأحمر إلى الأسود
والثواني مازالت غادرة
يحرك نظره في الغرفة
ولكن الغرفة خاوية
ينظر من الشباك
يبدوا الجميع كالموتى
والسماء مظلمة بلا قمر
والأرض ليست ظاهرة من كثرة الحفر
يشعر بشيء من الضياع
يبحث في أوراقه ، جميع أوراقه
لعله يجد خبر
لعله يجد البر الذي ينجيه من الغرق
ولكن الحبر أختفى
والورق طار مع العواصف الباردة
والصرخات مازالت مكتومة
يبحث عن الباب الغرفة فلا يجده
يبحث عن الشباك فيضل
تعلو الصرخات المكتومة وتهدأ أنفاسه
ينظر في حوله في قلق أو في أمل
ولكن لا شيء ..
تعلو صرخة مدوية

ثم يهدأ للأبد ..