Sunday, November 15, 2015

كان 2 (قصص قصيرة جدا)


سقوط
كان ممسكا بالحافة بكل قوته والصخر تحت يده يكاد يتفتت. يده بدأت تتعرق، عقله يدور، قلبه يضرب بسرعة وكأنه يفر من خطر ما. بدأ يفكر لو أنها النهاية وأنه في لحظة سيسقط.
"يا الخسارة بعد كل هذه الرحلة وكل تلك المسافة التي تسلقتها أسقط من على هذه الحافة الكئيبة."
كان يحاول أن يستجمع طاقته، أن يستعيد نفسه كما كان في البداية، متحمس ومندفع ومستعد لكل شيء ولكنه الآن خائف ومضطرب وينتظر نهايته.
الحقيقة هي أن الأرض لا تبتعد عنه قدميه مسافة لا تتعدى الشبر ولكن عيناه كانت مثبتة للأعلى دائما. الحقيقة هي أن البداية التي يبحث عنها ستبدأ بمجرد أن تفلت يداه ويسقط، فليس كل سقوط يأخذه للقاع.
...
قرار جديد
كان بداية العام الجديد عندما قررت أنه في كل يوم أول شخص ستراه ستتخيل أنها هذا الشخص لتشعر بالآخرين وتقلل من الأنانية عندها.
أول يوم رأت حارس العقار الذي تعيش فيه. وتخيلت حياته بذلك المرتب الصغير وعدد أبنائه الكبير. شعرت بأن حياتها جحيم وقبل انتهاء اليوم اتفقت معه على ان يساعدها في بعض الأعمال يوميا مقابل مرتب مجزي كل شهر.

واستمر الحال طوال شهر كامل وبدأت تساعد الكثير وتحسن علاقتها مع جيرنها وأقاربها. وفي يوم أول ما نزلت وجدت سيارات سوداء كثيرة تمر أمام البيت، يبدوا أن هناك مسئول كبير في طريقه لمكان ما، ولحظها كان المسئول في نفس اللحظة يتفقد الشارع من خلف شباك السيارة الشفاف وتلاقت عيناه مع عيناها فكان هو أول شخص تراه في ذلك اليوم، وقبل نهاية اليوم لم تجد حلا سوى أن تسلم نفسها للشرطة. 

Tuesday, November 10, 2015

عاد أخيرا

--  لقد عدت أخيرا يا أخي! هيا بنا إلى المنزل يجب أن ترتاح
- هذه سيارتك؟
-- يبدو أنك فقدت التركيز تماما، نعم هي منذ سنوات طويلة ، عليك أن تنام جيدا اليوم
...
-- هل تحتاج إلى أي شيء؟
-لا لا ، لا تقلق علي ، فقط إن كنت لا تمانع أغلق النوافذ وتأكد من أن الستائر تغطيها جيدا لا أحب الضوء الشديد في الصباح
--حسنا ، تصبح على خير ، أراك لاحقا
...
-صباح الخير! هل من أحد هنا؟! ... صباح الخير!
--- عذرا سيدي، لم أسمعك وأنا في المطبخ
-لماذا أنت هنا اليوم؟ أليس من المفترض أن تأتي غدا؟ هل غيرتم النظام في البيت في غيابي؟
---لا يا سيدي، أنا أتي إلى منزلكم في مثل هذا اليوم منذ أن كنت أنت طفل صغير، يبدو أن الأمر قد أختلط عليك
-ومن حرك الأشياء في غرفتي؟ أنت تعلم تمام العلم أني أحب أن يكون كل شيء في مكانه المخصص له! قلت لك مرارا يجب أن يكون كل شيء في مكانه! انا أشعر بأن الغرفة غريبة تماما بالنسبة لي
---لا أحد هي سيدي، أنت فقط من يغير مكان أي شيء في الغرفة، أنا دوري في هذه الغرفة أن أزيل الغبار وأٌقوم بتهوية الغرفة وجمع الملابس لغسلها ، كما حددت أنت منذ وقت طويل وأنا وافقت على ذلك الاتفاق.
-حسنا حسنا، يبدو أني لم أن جيدا بعد، سأذهب لأتمشى في الشارع وقليلا وقد أجلس في المقهى لعلي أرى وجه مألوف فيبدو أن كل شيء صار غريبا.
...
-عذرا من فضلك، أليس هذا تقاطع شارع المحكمة مع شارع عبد الخالق؟ أليس من المفترض أنه هناك مقهى تطل على الشارع؟
----ماذا؟ لا أعرف عما تتحدث؟
-يبدو أنك ليس من سكان المنطقة
----لقد انتقلت منذ سنوات قليلة ولكني على دراية بالمكان وعملي هنا أيضا، على أي حال هناك مقهى تطل على تقاطع شارعين فعلا ولكن ليس بنفس وصفك، أكمل هذا الشارع إلى نهايته ستجدها
-حسنا، شكرا
....
-الحساب من فضلك، هل تعمل هنا منذ وقت طويل؟ أين سيف؟ العامل هنا، كان يعد لي قهوة مازالت أتذكر طعهما حتى الآن
-----لا أعلم يا سيدي، ألم تعجبك القهوة التي شربتها الآن؟
-بلى بلى، لا تشغل بالك، يبدوا أن هناك خطأ ما اليوم... سأعود لأنام قليلا
...
-أتدري يا أخي.. أشعر بأن سفري هذا قد غير كل شيء، لم أعد أتعرف على شيء لا في البيت ولا خارجه.
--أضحكتني! هل تسمي قضاء يومين في إجازة من العمل سفر؟ أنت لم تترك هذا المنزل منذ سنوات طويلة
...
---هل أعد لك الطعام يا سيدي؟
-لا شكرا لقد تناولت الطعام مع أخي، ولكن لدي طلب آخر
---بالتأكيد يا سيدي، تفضل
-من فضلك أفتح الستائر وأحضر لي المرآة الخاصة بي ..... من هذا؟